أحد الأسباب التي تصيب الرجال بضعف القدرة على الإنجاب هي دوالي الخصية ، خاصة في مراحلها المتقدمة. في القديم كان هذا المرض يشكل خطرًا كبيرًا حيث يجد المريض رجولته مهددة في أي لحظة بفقد القدرة على أداء العلاقة الجنسية كما ينبغي، أو فقد القدرة على الإنجاب. لكن الآن لم تعد لهذه الثقافة معنى لأن عملية ربط دوالي الخصية بالمنظار البطني أنهت على كل هذه الهواجس، وقضت على أساس المشكلة.
قبل ظهور تقنية المنظار البطني كانت عمليات ربط دوالي الخصية تُجرى جراحيًا بطريقة بدائية دون منظار بطني ويتم ربطها بكيس الخصية، لكن سُرعان ما ظهرت أعراض جانبية سيئة لهذه العملية، مثل:
- تجمع السوائل حول الخصية بشكل مكثف تصل إلى نسبة 7%، وهذا من المضاعفات الأشهر والأكثر حدوثًا بعد العمليات التقليدية لربط الدوالي. وتتجمع هذه السوائل نتيجة لربط الأوعية الليمفاوية عن طريق الخطأ أثناء إجراء العملية. ومع تزايد تراكم السوائل في هذه المنطقة قد يؤدي إلى التأثير على الخصوبة عند الرجال.
- ربط الشريان المسؤول عن إيصال الدم إلى الخصية أو جرحه عن طريق الخطأ، ويترتب عليه خلل كبير في الخصوبة، نتيجة للخلل الحاصل في الخصية.
- ضمور بالخصية.
- تشعب بالأوردة، وبالتالي أصبح من الصعب ربطها مرة أخرى.
- ترتب على ذلك رجوع دوالي الخصية مرة أخرى بنسبة كبيرة تصل إلى 45%.
ثم تقدم الطب قليلاً لتظهر تقنية ربط الدوالي في أسفل البطن، تحديدًا خلف الغشاء البريتوني Peritonitis، وذلك من خلال إحداث شق جراحي لا يتعدى طوله 5سم تقريبًا، ويتم فصل عضلات جدار البطن من الأسفل للوصول للحبل المنوي، ثم يقوم الطبيب بربط الأوردة المصابة.
ثم تطور الطب أكثر في الآونة الأخيرة، وتقدم تقدمًا واسعًا في علاج دوالي الخصيتين عند الرجال، فأصبحت الدوالي تُعالج بتدخل جراحي بسيط لربط الدوالي بواسطة المنظار البطني في أسفل البطن، بكل سهولة دون الحاجة للبقاء داخل المستشفى بعد العملية فترات طويلة.
أغلب المصابين يفضلون إجراء ربط دوالي الخصيتين بواسطة المنظار البطني، وذلك للتأكد من ربط جميع الأوردة الموجودة في الخصية – الكبيرة والصغيرة – مع بعضها في الرباط المخصص لها، وضمان عدم رجوع الدوالي مرة أخرى.
عملية ربط دوالي الخصية بالمنظار البطني
هذه التقنية تعتبر من أفضل الوسائل الحديثة لعملية ربط دوالي الخصية، حيث أن الشق أو الجرح الذي يحدثه الطبيب الجراح لا يتعدى سنتيمترًا واحدًا، بخلاف الجراحة العادية التي يصل طول الشق فيها لـ 5سم، كما أن الشق الصغير في جراحة المنظار البطني لا يترك أي أثرًا للجرح بعد ذلك.
يتم ربط الدوالي من أعلى نقطة في الأوردة التناسلية حتى لا يؤثر ربط الدوالي على وظيفة الخصية. هذه الطريقة تضمن عدم حدوث القيلة المائية، أو تقل نسبة حدوثها بحيث لا تتعدى 7%، في حين أن نسبة حدوثها في الوسائل والتقنيات القديمة تصل إلى 30%.
يستطيع المريض أن يعود في نفس اليوم إلى منزله، ولن يضطر للمكوث في المستشفى أيامًا أخرى، وتقل فترة النقاهة، وبناء عليه سيتم رجوعه إلى عمله في وقت أقل، دون الشعور بألم أو ثقل في هذه المنطقة.
القول بأن عمليات ربط الدوالي لا تحل مشكلة العقم!
الهدف من عملية ربط دوالي الخصية: ربط الأوردة المنتفخة مع استمرار جَرَيان الدم في الشريان وكذلك السائل الليمفاوي. إجراء عملية ربط الدوالي هي الأكثر انتشارًا الآن لكل من يعاني من العقم، بالرغم من وجود بعض الآراء التي لا تربط بين دوالي الخصية وعقم الرجال!
لكن أثبتت الدراسات والأبحاث التي أُجريت على عينة غير قليلة من المرضى الذين أجروا عملية ربط الدوالي أن العملية أدّت إلى تحسن معدل عينة الخصية BIOPSY SCORE والمقصود به: رفع كفاءة الحيوانات المنوية داخل الخصية من حيث النسبة والحيوية، وفي هذا دليل جازم على أن ربط الدوالي يعالج الخلل الحادث في الخصية من ضمور، أو التهاب، أو غير ذلك، وبالتالي تعود الخصية بكفاءة لعملها بشكل طبيعي.
الحالات التي يتحتم عليها إجراء عملية دوالي الخصية
- إذا كانت الدوالي في الخصية اليسرى، وحدث معها ضمور لحجم الخصية اليسرى. في هذه الحالة سنجد أن حجم الخصية اليسرى أصبح أقل من حجم الخصية اليمنى بمقدار 20%.
- إذا وجد الطبيب في التحاليل الخاصة بالسائل المنوي نتائج غير مرضية.
- إذا انتفخت الدوالي وأصبحت تسبب آلامًا شديدة.
- إذا اجتمعت الدوالي مع الضمور في آن واحد.
ما هي نسبة نجاح عملية دوالي الخصية؟
وهذا من الأسئلة الشائعة قبل إجراء هذه العملية. أغلب الحالات المرضية التي تقوم بإجراء هذه العملية تنطلق من دافعين:
- شدة الآلام التي سببتها الدوالي فلم يعد يتحمل العيش معها، وبالتالي فإن نسبة التحسن في هذه الحالات تكون 90% تقريبًا، إن لم تكن 100%.
- العقم الذي يسببه الدوالي، وتكون نسبة التحسن في هذه الحالات تتراوح ما بين 60 – 70%، ويُقصد بالتحسن هنا: فرصة حدوث حمل طبيعي.
لا تتردد الآن في استشارة الطبيب المختص عن عملية ربط دوالي الخصية بالمنظار الطبي.